أ دنى الأرض في العلوم الحديثة
ثبت عليما بقياسات عديدة أن أكثر أجزاء اليابسة انخفاضاً هو غور البحر الميت ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء الغور انخفاضاً ، حيث يصل مستوى منسوب سطح الماء فيه إلى حوالي أربعمائة متر تحت مستـوى سطح البحر ، ويصل منسوب قاعه في أعمق أجزائه إلى قرابة ثمانمائة متر تحت مستوى سطح البحر ، وهـــو بحيرة داخلية بمعنى أن قاعاها يعتبر في الحقيقة جزءاً من اليابسة .
وغور البحر الميت هو جزء من خسف أرضي عظيم يمتد من منطقة البحيرات في شرقي إفريقيا إلــــى بحيرة طبريا في الحدود الجنوبية لتركيا مروراً بالبحر الأحمر، وخليج العقبة ، ويرتبط بالخسف العميق في قـــاع كل من المحيط الهندي ، وبحر العرب وخليج عدن .
ويبلغ طول أغوار وادي عربه ( البحر الميت ) حوالي ستمائة كيلومتر ، ممتدة من خليج العقبة في الجنوب إلى بحيرة طبريا في الشمال ، ويتراوح عرضها بين العشرة والعشرين كيلومتراً . ويعتبر منسوب سطـــح الأرض فيها أكثر من أجزاء اليابسة انخفاضاً حيث يصل منسوب سطح الماء في البحر الميت إلى حوالي 400 متراً تحــت المستوى المتوسط لمنسوب المياه في البحرين المجاورين : الأحمر والأبيض المتوسط ، وهو أخفض منســـــــوب أرضي على سطح اليابسة .
ويتراوح عمق الماء في الحوض الجنوبي من البحر الميت بين الستة والعشرة أمتار ، وهو بذلك في طريقه إلى الجفاف ، ويعتقد أنه كان جافاً إلى عهد غير بعيد من تاريخه ، وكان عامراً بالسكان ، وأن منطقة الأغوار كلها من وادي عربه في الجنوب إلى بحيرة طبريا في الشمال كانت كذلك عامرة بالسكان منذ القدم ، حيث عرف البــحر الميت في الكتابات التاريخية القديمة ، ووصف بأسماء عديدة من مثل ( بحر سدوم ) ( بحيرة لوط ) (بحيرة زغر) (بحيرة النتن ) ( بحر عربه ) ( بحر الإسفلت ) ؛ وذلك لأن المنطقة اشتهرت بخصوبة تربتها ، ووفرة مياههــــــا فعمرتها القبائل العربية منذ القدم ، واندفعت إليها من كل من : العراق والجزيرة العربية وبلاد الشام ومنهم : قــــوم لوط ( عليه السلام ) الذين عمروا خمس مدن في أرض الحوض الجنوبي من البحر الميت وهــــــــــــي: ( سدوم ) و( عمورة ) و ( أدمة ) و ( صوبييم ) و ( زغر ) ، وقد ازدهرت فيها الحياة إلى أواخر القرن العشرين قبل الميلاد ودمرت بالكامل ، والأرض في حوض البحر الميت - بصفة عامةٍ - وفي الجزء الجنوبي منه بصفة خاصةًٍ تعـــرف باسم الأرض المقلوبة وقد أثبتت الدراسات الجيولوجية مؤخراً أن تتابعات الصخور مقلوبة فعلاً ، كما ذكر القران الكريم .